Sunday, November 22, 2009

فكر كويس قبل ما تجاوب .. هو أنت مصدق فعلا "إن شاء الله" و انت بتقولها؟

أنا بسأل السؤال ده عشان أنا قابلت ناس لما بقولها بإصرار يا إما تبصلي بإستغراب أو تسألني السؤال اللي سألته في العنوان بس بطريقة تانية، بطريقة استغربتها، السؤال اللي كنت بتسأله هو" انت ليه بتقوليها بإصرار و اقتناع اوي كده؟ " ، كنت اقول لنفسي يعني ايه هو ايه الغريب في كده!!! امال احنا بنقولها ليه !!!
يمكن أنا ربنا كرمني و حطني في مواقف من بدري اوي خلتني اسأل نفسي السؤال اللي سألتوا في العنوان، لحسن حظي (ايوه لحسن حظي و أنا بشكر ربنا علي كل الظروف الله خلتني اوصل لكده لأنها فعلا فرقت معايا جدا و غيرت فيا كتير) أنا قابلت في الكلية واحد أجنبي ملحد ، كعادتنا احنا المصريين بنحب الأجانب و نحب نتعرف عليهم، و انا كمان عندي الفضول ده بزيادة، احب جدا اعرف الناس المختلفة عني، اهو يقولي حاجة جديدة معرفهاش او يعني احاول افهم الحياة من وجهة نظرهم، مش لازم اتبناها بس اهو للعلم بالشئ، فبالتالي حاولت أني اتكلم معاه و فوجئت بأنه ملحد و ملحد عن وعي و إصرار، كلامه صدمني و خلاني احاول ارد و ادافع، ادافع عن ديني و عن ربنا اللي بحبه و ماحبش حد يتكلم عنه كده، حاولت بس في الأول كانت محاولاتي ساذجة، ايوه ساذجة لإني مكانتش اعرف كتير عن ديني، اه كنت بصوم و أصلي و كنت مواظبة، بس زيي زي غيري و اخده الدين بالوراثة، لكن اللي قدامي مكانش كده، كان قارئ و مثقف، حسيت بالغضب و العجز ما انا لازم أرد، و لكن لإني زيي زي غيري بردو اهلي سابوني قدام التلفزيون و كان هو ده وسيلة الترفيه و الثقافة المتاحة، ماكنتش اقرا و لا اتثقف، مكانتش بحب القراية و لا اطيق اخلص كتاب علي بعضه، بس هنا بقي كان لازم ابتدي اغير من المصادر اللي باخد منها ثقافتي، بدأت اروح المكتبة و اجيب الكتب و اجبر نفسي اني اخلصها، نتناقش طول السنة الدراسية و انا اقعد طول الصيف ادور و اقرا و فضل الحال كده لمدة اربع سنين الدراسة، و بصراحة ابتديت احب القراية، يعني هي مش حاجة و وحشة قوي زي ما كان بتهيألي، بالعكس أنا مبسوطة اني اقرا و افهم و اتعلم حاجة جديدة، علي الأقل هنا بتعلم اللي انا عايزاه، مش اللي الناس شايفيين أني لازم اتعلموا.في الأول كنت اقرا عشان عايزة ارد، بس بعد كده حسيت انه أنا فعلا مش عارفة، أنا واخده الدين بالإحساس لكن مش بالإقتناع، و ده اللي خلاني اقرا اكتر و احاول افهم و انقد و ادور علي ردود، و بدأت اخد دروس دين و أسمع لبرامج، كل اللي اقدر اني اوصله. و فعلا جت عليا لحظات كنت بحس فيها بالإيمان و حلاوته، بالقرب من ربنا و جماله، جت عليا لحظات كنت بحس فعلا بنعمة الإيمان و اقول الشهادة و انا فعلا مؤمنة بيها، و يا علي الإحساس ده ، عجيب و جميل، تحس انك فوق طايل السما من كتر الفرحة ، و تحس أنك محظوظ أنك حسيته قبل ما يفوت الأوان.
و من هنا حياتي اختلفت و اهتماماتي اختلفت، و احساسي بديني اختلف، و فهمي لكلمات زي "إن شاء الله" و "الله أكبر من أي شئ" و "ادعي بس ربنا و شوف هيحصل ايه" اختلف. أصل احنا لو مش مصدقين التأثير اللي ممكن يعمله الكلام ده يبقي عندنا مشكلة، اصل لو أنا بقولها بلساني و مش مصدقاها دي مشكلة كبيرة، اصل أنا لو مش فعلا مصدقة يبقي مين تاني اللي ممكن نتعمد عليه، الناس مثلا، ده كده يبقي احنا و الله بنظلمهم، هما يملكوا ايه و لا يقدروا علي ايه، دول غلابة زينا محتاجين اللي يساعدهم، و اللي يدعي غير كده يبقي بيحمل نفسه فوق طاقتها ، هو الإنسان مننا يملك ايه و لا يقدر يتحكم في ايه، دا يا عيني ما يقدرش حتي علي نفسه، إن كان في لحظة ما يجيله شوية مرض، و لما حد قريب منه يكون في خطر، هو الإنسان يملك ايه حتي من اقل شئ في حياته، كنت لسه بسمع الشيخ الشعراوي بيقول في خواطره إن الإنسان لازم يفهم إن "إن شاء الله" قبل كل عمل مهمة، هو الإنسان يملك ايه و لا هو له السيطرة علي ايه، هو لو قال أنا هعمل المشوار الفلاني، هو انت ضامن توصل لعربيتك؟ هو انت ضامن الطريق يكون فاضي فتوصل للمكان اللي انت عايزه؟ هو انت ضامن ان الشخص أو المصلحة اللي انت رايحلها تتقضي؟؟؟؟؟؟؟ مين يضمنلك كل ده !!! قرايت قبل كده عن و احدة امنت بوجود ربنا بس لإنها ادركت المعني ده، كانت قاعدة مع طفلة و احدة صاحبتها بتاخد بالها منها، البنت قربت من كبس الكهربا و حطت اديها فيه، الست فوجئت و كانت خايفة جداعلي البنت، البنت اتكهربت بس نجت، فالست ساعتها فكرت هو ازاي البنت نجت من شئ كان المفروض يموتها لا محالة، ساعتها بس ادركت ان في قوة اكبر مننا هي اللي بتتحكم و بتقول مين معاده جه و مين لسه قدامه شويه.
الشيخ الشعراوي من الناس اللي بحب طريقتهم في الكلام عن الدين، بيتكلم عنه ببساطه و بيستخدم المنطق اللي يوصل للكل، و دي اجمل حاجة في دينا، ان مضمونة بسيط يوصل لكل العقول، مش معني كدة أنه مش عميق، لكن الغريب انه الإثنين في نفس الوقت ، بسيط و عميق، سهل و في نفس الوقت اللي عايز يحس بتقله هيلاقيه كده بردو، سبحان الله احنا مش مدركين النعمة اللي في ادينا، النعمة اللي قابلت ناس كتيرة ما صدقت لاقيتها و بتحسدنا عليها.اللي عايزة اقوله إن لما ايمانا يكون متوافق مع اللي بنقوله بلسانا، ساعتها نظرتنا للحياة هتتغير و كل حاجة هتتحط في مكانتها الحقيقية، دا حتي عملنا مهما كان هناخد عليه الثواب اللي نستحقة، لإن كل عمل بنعمله و مدركين فيه أن ربنا هو المسير لكل الأمور هيكون عبادة.
و للحديث بقية إن شاء الله.