Sunday, May 2, 2010

مقتطفات رائعة من كتب د.مصطفي محمود

· لو أني أصغيت إلى صوت الفطرة و تركت البداهة تقودني لأعفيت نفسي من عناء الجدل .. و لقادتني الفطرة إلى الله .. و لكنني جئت في زمن تعقد فيه كل شيء و ضعف صوت الفطرة حتى صار همساً وارتفع صوت العقل حتى صار لجاجة و غروراً و اعتداداً.

· العالم الذي نعيش فيه له وجه ظاهر جميل تتألق فيه العلوم والفنون وأحلام العدالة وحقوق الإنسان ووجه آخر قبيح سفلي تسكنه الشهوات والأطماع والمظالم والأحقاد والشرور و قد تجد في عالمنا العجيب من يستعمل الوجهين ويتقمص الأسلوبين ويتكلم باللسانين فهو ملاك حينما يحتاج الموقف الي الملائكية وشيطان مريد حينما تكون الشيطنة أربح وأكسب وحينما يكون الشر أكثر فائدة.

· الناس يفهمون الدين على أنه مجموعة الأوامر و النواهي و لوائح العقاب و حدود الحرام و الحلال.. و كلها من شئون الدنيا.. أما الدين فشيء آخر أعمق و أشمل و أبعد . الدين في حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به إلى الدنيا و الحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا إلى الوطن الأصل الذي جئنا منه، و العطش الروحي إلى النبع الذي صدرنا عنه و الذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا و حنينا.. و هو حنين تطمسه غواشي الدنيا و شواغلها و شهواتها . و لا نفيق على هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح و الظلم و العبث و الفوضى و الاضطراب في هذا العالم فنشعر أننا غرباء عنه و أننا لسنا منه و إنما مجرد زوار و عابري طريق و لحظتها نهفو إلى ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه و نرفع رؤوسنا في شوق و تلقائية إلى السماء و تهمس كل جارحة فينا.. يا الله.. أين أنت.

· تتغير الظروف وتتبدل الملابسات وتمتحن العواطف والاقوال والاعمال ... وتبتلى النفوس فى جواهرها وتتقلب القلوب... وياتى بعد الليل النهار وبعد النهار الليل فنحن على ارض تدور.

· و ما أعجب ما يصنع القلم.. و ما أعجب ما يسطر ذلك القلم الذي يميت و يحيي، و يسحر و يفتن، و يوقظ و ينيم، و يبني و يخرب، و يهدي و يضل و هناك الآن أقلام عظيمة تجيد صناعة هذا (( التيه )). و مؤسسات عالمية تصنع للشعوب الدوار.. و تتفنن في تسمية الأشياء بغير أسمائها.

· بسجود القلب يتجسد المعنى الباطني العميق للدين ، و تنعقد الصلة بأوثق ما تكون بين العبد و الرب . و بالحس الديني ، يشهد القلب الفعل الإلهي في كل شيء .. في المطر و الجفاف ، في الهزيمة و النصر ، في الصحة و المرض ، في الفقر و الغنى ، في الفرج و الضيق .. و على اتساع التاريخ يرى الله في تقلب الأحداث و تداول المقادير.

· انها الخدعة الأزلية.. تحلم بامتلاك الأرض فإذا بالأرض هي التي تمتلكك و هي التي تكرسك لخدمتها.. تتصور أن المال سوف يحررك من الحاجة فإذا بالمال يفتح لك أبواب مطالب أكثر و بالتالي يلقى إلى احتياج أكثر.. و كلما احرزت مليونا.. احتجت إلى ثلاثة ملايين لحراسة هذا المليون و ضمانه.. و تدور الحلقة المفرغة و لا نهاية. و هذه طبيعة ...عالمنا الكذاب الذي نمتحن فيه. كلنا نعلم هذا.. و مع ذلك لا نتعلم أبدا.

· نحن فى العادة لا نعترف إلا بما نراه ونلمسه .. وهذا غرور . فما أقل مانرى ، وما أقل ماندرى فى هذه الدنيا .

· لن تكون متدينا إلا بالعلم ...فالله لا يعبد بالجهل.

· القشة في البحر .. يحركها التيار و الغصن على الشجرة .. تحركه الريح و الإنسان وحده .. هو الذي تحركه إرادته.

· تذكر أن الله يملكك و يملك الأرض و من عليها ، و يملك الماضي و الحاضر و المستقبل، فحاول أن تترضاه بالايمان به و بشكره و طاعته و تطبيق شريعته... من الوصايا ال10 للحاكم.

· إن حضارة الإنسان و تاريخه و مستقبله رهن .. كلمة صدق و .. صحيفة صدق و .. شعار صدق. فبالحق .. نعيش، و ليس بالخبز وحده .. أبدا .

· السعادة موطنها القلب و ليس الجيب، و لا عبرة فيها بازدياد الإمكانيات المادية. السعادة تنبع من الضمير. و من علاقة الإنسان بنفسه و علاقته بالله و هي في أصلها شعور ديني و ليست شعورا ماديا. و هي تنبع من إحساس الإنسان بأنه ليس وحده و أن الله معه، و أن العناية تحوطه و الإلهام الخير يسعفه، و أنه يقوم بكل واجباته.

· الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية وحلاوة السجايا وطهارة الروح، تلك النفس العفيفة الفياضة بالرحمة والمودة والحنان والأمومة. هي النفس الجميلة والعفيفة، والعفة درجات.عفة اللسان وعفة اليد وعفة القلب وعفة الخيال وكلها درجات جمال. هو الخلق الطيب الحميد، والطبع الصبور والحليم، والمتسامح، هو الفطرة الصريحة البسيطة، والروح الشفافة الحساسة.كل هذه ملامح الجمال الحقيقي. أي قيمة لوجه جميل وطبع قاس وخوان مراوغ خبيث؟

· كلمة لا اله إلا الله تطلق الانسان من عقاله وتحرره من جميع العبوديات الباطلة وتبشره بالمغفرة وتنجيه من الخوف وتحفظه من الوسواس وتؤيده بالملأ الأعلي وتجعله أطول من السماء هامة وأرسخ من الارض ثباتا فمن استودع همه عند الله بات علي ثقة ونام ملء جفنيه.

· الدين هو ذلك الإحساس العميق في لحظات الوحدة و الهجر.. بأننا لسنا وحدنا و إنما في معية غيبية و في أنس خفي و أن هناك يدا خفية سوف تنتشلنا، و ذاتا عليا سوف تلهمنا و ركنا شديداسوف يحمينا، و عظيما سوف يتداركنا.. فذلك هو الدين في أصله و حقيقته. و ما تبقى بعد ذلك من أوامر و نواه و حرام و حلال و أحكام و عبادات هي تفاصيل و نتائج لهذا الحب القديم.

· المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل ما يحدث له من خير و شر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و الضباب.

· لو امتلأ المسلمون إدراكا بأن الموت حق والبعث حق وأن زخرف الدنيا متاع زائل وأمجادها لهو ولعب.. لهانت عليهم هذه الدنيا بما فيها ولما خافوا شيئا ولما أهمهم جبروت ولأقبلوا علي الفداء كما كان يفعل أجدادهم الذين فتحوا العالم.. ولما قبلوا الظلم من أحد.

· لو سألتم عن الحب أهو موجود وكيف نعثر عليه لقلت، نعم موجود، ولكنه نادر, وهو ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي وشرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلا جميلة أصلا، والجمال النفسي والخير هما المشكاة التي يخرج منها هذا الحب.

· الصلاة هي الرصيد المتاح من الرحمة لكل مسلم في البنك الإلهي .. إن شاء أخذ منه و إن شاء ضل عنه و تكاسل فأضاع على نفسه كسبا لا يقدر بمال.

· هل انت صادق؟ سؤال سوف يجيب عليه الكل بنعم..فكل واحد يتصور انه صادق وانه لايكذب..وقد يعترف احدهم بكذبه او بكذبتين ويعتبر نفسه بلغ الغايه من الدقه والصراحه مع النفس وانه ادلي بحقيقه لا تقبل مراجعه. ومع ذلك فدعونا نراجع معا هذا الادعاء العريض وسوف نكتشف ان الصدق شئ نادر جدا..وان الصادق الحقيقي يكاد يكون غير موجود.

· و رأينا أن الصعود الصعب هو أن تصعد على نفسك و تملك ناصيتها و ليس أن تصعد إلى القمر و تمشي عليه.

· الله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر .. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.

· الحقيقة أكثر إدهاشا من السحر والخيال” ليست المعجزات بهلوانيات وخوارق النظام، المعجزة الحقيقية لا تكون في خرق النظام.. إنما المعجزة الحقيقية هي في إحلال النظام. إن شروق الشمس من الشرق كل يوم، ومن ملايين وملايين السنين ودورانها في فلك واحد من الشرق إلى الغرب في دقة ونظام دليل على الإعجاز، إن معجزة الكون في انضباطه بقوانين محكمة دقيقة.

· ساذج من يقول لك أنت تافه، فلكل شيء في هذه الدنيا خطره، مهما كان صغيرا أو ضئيلا، وقد تغير أنت الدنيا، وقد تفتح عينك غدا فتكشف شيئا، وقد تكون وأنت الجندي اليوم قائد المعركة غدا. فقط لا تقل على أحد إنه تافه، احترم كل شيء مهما صغر شأنه، الطفل والحشرة وزبال الطريق وجرسون المقهى وبهلوان السيرك ومن لا حيلة له أو صولجان في يده.

· ان خلقنا مختلفين في اللون والجنس والميول والتوجهات كان ابتلاء وامتحانا من الله ليري ماذا نفعل..هل تتغلب الانانية فينا فنتفاخر ويعلو بعضنا علي بعض ونتقاتل أم يتغلب الخير في نفوسنا فنتفاهم ونتصالح ونتعاون ونخرج من الحال المختلف الي الحال المؤتلف.

· الانسان فى حالة البعد عن ربه تراب وطين وشهوات وغرائز وفى حاله القرب والجمع على ربه نور على نور يرى ببصر ربه ويسمع بسمعه وهو فى الحالتين لا يفارق العبوديةفهو العبد لم يزل والرب رب لم يزل.

· الاسلام هو الحل.. ولكن ليس الاسلام الشكلي ولا التدين المظهري وانما الاسلام في حقيقته وجوهره..اسلام العلم والعمل ومكارم الأخلاق .. اسلام الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية..اسلام الفكر والفعل رحلة المليون ميل تبدأ بخطوة .. هذه الخطوة هي نفسك .. أن يبدأ كل واحد بنفسه.

· بالفكر وبالدين وبالعلم معا يصنع الإنسان نفسه .. أما بالعلم المادي وحده وبدون إيمان وبدون خلق فلن يصنع من نفسه إلا جبارا ومسخا عملاقا مشوها يتنقل بين الكواكب ويخترع أسلحة بشعة رهيبة للقتل الجماعي يدمر بها الكل ثم يدمر بها نفسه دون أن يدري.

· الصلاة تعطي المؤمن كل الراحة و الإجازة فهي ليست مجرد سكتة عقلية ، بل صحوة قلبية انفتاح وجداني تتلقى فيه النفس شحنة جديدة من النور و نفحة من الرحمة و مدد من التأييد الإلهي . إنها لحظة خصبة شديدة الغنى ، تعيد صلة المؤمن بالنبع الخفي الذي يستمد منه وجوده.

· الدنيا ليست كل القصة،إنها فصل في رواية،كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها إستمرار بعد الموت،وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح العذاب معنى،يصبح عذاب الدنيا رحمة من الرحيم الذي ينبهنا به حتى لا نغفل،إنه محاولة إيقاظ لتتوتر الحواس ويتسائل العقل،وهو تذكير دائم بأن الدنيا لن تكون ولا يمكن أن تكون جنة،وإنها مجرد مرحلة،وإن الإخلاد إلى لذاتها يؤدي بصاحبه إلى غفلة مهلكة،إنه العقاب الذي ظاهره العذاب وباطنه الرحمة.

· الدنيا ليست كل القصة،إنها فصل في رواية،كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها إستمرار بعد الموت،وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح العذاب معنى،يصبح عذاب الدنيا رحمة من الرحيم الذي ينبهنا به حتى لا نغفل،إنه محاولة إيقاظ لتتوتر الحواس ويتسائل العقل،وهو تذكير دائم بأن الدنيا لن تكون ولا يمكن أن تكون جنة،وإنها مجرد مرحلة،وإن الإخلاد إلى لذاتها يؤدي بصاحبه إلى غفلة مهلكة،إنه العقاب الذي ظاهره العذاب وباطنه الرحمة.

No comments:

Post a Comment